الخميس، 10 يناير 2013

حقيقة الأمية في موريتانيا /سيد محمد ولد لخليفه


يحتفل العالم العربي هذه الايام باليوم العالمي لمحو الامية وهو اليوم الذي يصادف الثامن من شهر يناير كل عام. وحتي لاتمر هذه الذكري مرور الكرام استوقفتني احصائية غير رسمية لمنظمة التربية و الثقافة والعلوم تشير الي نيل بلادنا المرتبة الاولي في سلم الدول الامية حيث تشير تلك الاحصائية الي ان 60% من الموريتانيين من الاميين وهي اعلي نسبة امية مسجلة في الدول العربية,

وتعرف الامية علي انها عجز الفرد عن توظيف مهارات القراءة والكتابة وهي تعتبر سلوكا يتعارض مع طبيعة ووجود نظام الحضارة المعاصر.
لكن كيف لبلد كموريتانيا عرف باشعاع علمه الثقافي ان يتبوء هذه المرتبة ؟
وللاجابة علي هذا السؤال اسرد الملاحظات التالية :
1 الاسباب التاريخية :
تعتبر ممارسة العبودية في موريتانيا خلال العقود الماضية من اهم الاسباب التي ساهمت في انتشار الامية حيث دأب الاسياد السابقون من العرب علي منع ابناء العبيد" العرب السود" من التعليم وذلك بصرف ابناء هذه الشريحة ورجالها وحتي نسائها عن التعليم وارغامهم تحت الاكراه البدني والمادي علي الاعمال المنزلية الشاقة من طبخ ورعي الخ وهو ماجعل غالبية الاميين في موريتانيا من هذه الشريحة وهو نفس الواقع الذي يتقاسمه معها العبيد السابقون من عرقية الزنوج.
2 الاسباب التعليمية:
شكل عجزالنظام التعليمي في بلادنا ابان الاستقلال وحتي نهاية التسعينيات عن استيعاب جميع الاطفال الذين هم في سن الدراسة بسبب قلة الموارد المالية الضرورية لانشاء عدد كاف من المدارس حيث اقتصرت المدارس علي المدن الكبري والمقاطعات قبل ان تجد طريقها مع بداية الالفية الثانية الي عديد القري النائية كما ان البداوة المفرطة لآلاف الاسر الموريتانية جعلت من التحاق عشرات الطلاب بالفصول الدراسية امرا مستحيلا بسبب حل اسرهم وترحالهم لحظتها وتفضيلهم للمحظرة الا ان هذه الاخيرة و علي الرغم من اشعائها العلمي اعتمدت لبعض روادها طريقة الحفظ بالتلقين وهو ماابقاهم ضمن خانة الاميين.
3 الاسباب التربوية :
يعتبر الرسوب عاملا رئيسيا يرتبط بالتسرب وسببه عادة سوء المناهج التربوية وعدم كفاءة المعلمين ولا مبالاتهم وعدم جدية التلاميذ.
هذا فضلا عن غياب وجود علاقة بين النظام التربوي وحاجات البيئة الاقتصادية فكثيرون من التلاميذ يتركون المدارس للعمل تحت وقع الحاجة هذا بالاضافة الي اسباب من بين اخري ابرزها الطلاق وماينتج عنه من تفكك اسري او وفاة احد الوالدين
4 الاسباب الاستراتيجية:
يعتبر نقص الشعور بخطورة الامية اهم سمات الحكومات السابقة واللاحقة باستثناء نظام ولد الطايع الذي اطلق حملة لم تعمر طويلا للقضاء علي هذه الظاهرة وخصصت لذلك اموال ضخمة تم نهبها الا ان تلك الحلمة ساعدت الي حد كبير من التعريف بخطورة الامية .
كما شكل مشروع محو الامية عن طريق الراديو لبنة قوية للقضاء عليها لكنه هو الاخر تلاشي واصبح في خبر كان . وياخذ علي جميع الحكومات الموريتانية عدم اقرارها لتشريعات تلزم الاميين الالتحاق بالفصول الدراسية كما ياخذ علي وسائل الاعلام عدم قيامها بدور فعال في توعية الاميين وحثهم علي الالتحاق بفصول محو الامية ,
كما ان لعدم التكافي في توزيع الخدمات التعليمية بين الريف والحضر دور في زيادة الاميين وكذلك غياب خريطة تربوية تضمن عدالة توزع الخدمات التعلمية ,
ومما سبق فان الدولة الموريتانية اليوم ملزمة اكثر من اي وقت مضي باتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة هذا الخلل فبالقضاء علي مخلفات العبودية وبتحقيق العدالة الاجتماعية تعبر موريتانيا الي بر الامان ونكون بذلك قد اسسنا مستقبلا لجيل مثقف متعلم يعي حقوقه وواجباته بغض النظر عن عرقه او لونه يكون ولائه لهذا الوطن ولا لشيء سواه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من معالم القرية

من معالم القرية
مسجد القرية

جمال الطبيعة

جمال الطبيعة
قرية توروكيلين

معالم القرية